Sunday, October 17, 2010

محاولات شبه شعريه 2 ..!

للمره الثانية اقوم بمحاولة متهوره جديده لخواطر شبه شعريه
...................................................

عجبي عليكي يا نفس كيف تشبعــــــــــــــي

...

طول عمري مامزعلك و عمرك ما هتقنعي

...

رضيوا بذلك من البشر ملاييــــــــــــــــــــن

...

لكن انا هتمرد و انت اللي راح تسمعـــــــي


-------------------------------------------------------------------------------------

ع الطريق و فوسط زحمة ميــــــــــــــــــدان

...

وقفنا لجل يمشي غيرنا من الشوارع الجيران

...

شوية بشوية تتبدل الأدوار نسيــــــــــــــــــر

....

و مسير الدنيا يوم تبقى عايشه كدا في سلام

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الابيات القادمه مهداه لاحد اصدقائي المقربين ممن اقترب موعد زواجهم .. و كنت اسعد بالنظر لابتسامته المعبره عن سعادته بحبه لزوجته

*طبعا دا علشان مسكين و لسه في الاول ... !! ... بس مايمنعش نكتبله بيتين ع الماشي

:)


شاف الدنيا حاجه تانيــــــه..و رقصت قدامه الحياه

...

لمست إيده النجــــــــــوم..و طار من ارضه لسماه

...

يوم ما داق الحب قلبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

...

صبحت ضحكته سكر..و دابت في طعم الحيـــــاه

Saturday, August 28, 2010

حوار مع د. عبد الكريم بكار حول المفكرين وحاجة الأمّة للتنظير

حوار مع د. عبد الكريم بكار حول المفكرين وحاجة الأمّة للتنظير!

حادثه م. حسن أبومطير¹ | يقظة فكر

أن تجلس بين يدي عالم في هذا الزمان فهذا أمر عظيم وتأخذ عنه وتُجاز منه فهذه نعمة عظيمة كان الأقدمون يُعدونها من أعظم النعم وكانوا يتسابقون في سبيل السبق للجلوس بين يدي العلماء.

ونحن اليوم إذ نعيش في عصر انحسر فيه اهتمام الشباب بشكل خاص وعامة الناس عن طلب العلم وتعليمه..

ونحن اليوم إذ نعيش غياب وانحسار دور المفكرين فنحن بحاجة إلى صناعة هؤلاء المفكرين من أجل تحسين الواقع الذي نعيشه ، من أجل المساهمة في تحقيق نهضة الأمة.. وأنا هنا بعد أنا أكرمني الله بأن أتعرف على فضيلة الدكتور المفكر عبد الكريم بكار عن طريق “القدر” واستمعت له أول مرة عبر برنامج دروب النهضة فشدني أسلوبه وطرحه العميق والمعالجة المتأنية الإيجابية لكثير من القضايا التي كان يتطرق لها, ثم قدر الله لي أن أهاتفه وأحادثه – عبر الجوال- ليكون بيني وبينه حوار أزال الله به عني الكثير من اللبس في كثير من القضايا التي تخص الفكر والمفكرين في عصرنا الحالي ليكون بيننا حوار رأيت أن في نشره الخير والنفع وأرجو من الله الكريم أن يعم النفع والفائدة بنشر الحوار.

م. حسن أبو مطير

أترككم مع الحوار الذي دار بيننا..

حسن أبو مطير: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. د. عبد الكريم أسعد الله وقتك بكل خير, حقيقة لا أستطيع أن أصف لك مدى سعادتي بالتواصل معك مباشرة والتلقي عنك!

د. عبد الكريم بكار: حياك الله يا أخي وبارك الله فيك

حسن أبو مطير: أحب بداية أن أهنئكم بمناسبة صدور كتاب “تكوين المفكر”

د.عبد الكريم بكار: بارك الله فيكم وأسأل الله أن يتقبل منا وأن يكتب فيه النفع.

حسن أبو مطير: منذ فترة وأنا مهتم بموضع “الفكر” وما لهذه الكلمة من معنى عميق ودلالات واسعة وقد كان لي بعض المحاولات من أجل الإضافة الفكرية, وقد أطلعت على مقدمة كتاب “تكوين المفكر” ووجدت إشارة واضحة أن يكون لدى المفكر حصيلة علمية شرعية يستند إليه من معرفة جيدة بالنصوص وأصول الفقه.. فما حاجة المفكر لهذا؟

د. عبد الكريم بكار: ذكرت في الكتاب الفرق بين المفكر بشكل عام والمفكر المسلم, المفكر بشكل عام ليس عنده كتاب وسنة وينطلق من فهمه للعلاقات بين الأشياء ورصد التغيرات وتطور الأشياء وفهم علل الأشياء, أما المفكر المسلم فإنه ينظر في كل ذلك وعندما يريد أن يطرح وجهة نظر فإن يجد نفسه ماطراً بالكليات والقواعد الإسلامية الكبرى.

حسن أبو مطير: هل يمكن لنا أن نقول أنه لا حدود للعقل أو تفكير العقل؟

د. عبد الكريم بكار: العقل محدود بحدود الثقافة, المفكر بشكل عام محدود بحدود زمانه, لنأخذ مثالا عندما جاء ابن خلدون وابن سينا وغيره من المفكرين الكبار في التاريخ كانوا يفكروا وفق المعارف المتاحة لهم, فالمعارف في النهاية هي التي تأطر قدرتنا الفكرية, أما الآن فالمعارف المتاحة لنا في زماننا أكبر وأكثر من السابق وبالتالي فإن نظرتنا لكثير من الأمور ينبغي أن تكون أوضح منهم لأننا أصبحنا نمتلك اكتشافات أكثر ومسلمات وفهم أكثر للقوانين ولسنن الله في الخلق.

حسن أبو مطير: بالحديث عن المعارف والرؤى ألا ترى أن هناك فجوة بين عامة الناس والمفكرين.. في بعض الأحيان يكون تفكير المفكر في خارج حدود المتعارف عليه بين عامة الناس.. دعني اضرب مثالاً على ذلك، ابن تيمية عندما عاش في عصره كانت كثير من أفكاره غريبة على أهل زمانه ولكن عندما توفي صارت أفكاره وأقواله محل اهتمام كثير من المفكرين والفقهاء والباحثين.. كيف نفهم هذا؟

د. عبد الكريم بكار: نعم هذا صحيح.. ليس المهم ما يقوله عامة الناس في المفكر لأن عامة الناس لا يصلون إلى مستوى المفكر ليحكموا عليه .. المهم ما يقوله المفكر في المفكر, لأنه لا يمكن أن يحكم مهندس على طيب أو أن يحكم النجار على الطيب, لذلك فإن بعض المفكرين يطلقون أفكار تُستنكر من عامة الناس أما المفكرون فيما بينهم فإنهم قد يختلفون فيما بينهم, لكن كما يختلف العالم مع العالم وكما يختلف الفقيه مع الفقيه ويلتمسون له العذر ويعرفون مَنزع اجتهاده وإذا كان لديه شبهه يعرفون منزع شبهته ويردون عليه في حدود أدب الاختلاف وهذا لا يعرفه إلا أهل الاختصاص من أهل العلم.. فما من مفكر في أي زمان من الأزمنة اجتهد إلا وأنكر عليه من هم دونه من الناس كما أنكروا على أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وغيرهم..

حسن أبو مطير: ولكن كانت هذه الاختلافات بين العلماء في حدود أدب الاختلاف, ولم يكن أحد منهم يسفه أحد, أو أن أحدهم خرج عن حدود المعقول؟!

د. عبد الكريم بكار: يمكن أن يخرج هذا الكلام, ولكن المعتبر هو كلام أهل العلم في بعضهم وأهل الاختصاص وليس للعوام وإذا قالوا فلا يعتبر بقولهم, فلو جاء طالب جديد في كلية الشريعة يريد أن ينتقد ابن تيمية -هذا طالب جديد وابن تيمية مجتهد- فلا نضرب بكلام هذا الطالب عرض الحائط ولكن ينظر فيه وأن كان يوافق عليه كبار أهل العلم فهو صواب, وأما أن أجمع أهل العلم أن هذا كلام غير مقبول وغير صحيح فهو مردود, يبقى المرجع دائما هو أهل الاختصاص.

حسن أبو مطير: هناك سؤال مُلح وكثيرا ما أفكر فيما ينبغي على المفكر أن يتحدث به لعامة الناس.. هل ينبغي عليه أن يتحدث فيما يخص واقع عامة الناس من مشاكل وأحداث الوقت الراهن أو أنه ينبغي على المفكر أن يتحدث فيما ينبغي أن يكون من أمور تنظم المجتمع وواقع الناس وبدونها تحدث المشاكل والاضطرابات؟

د. عبد الكريم بكار: أنا ذكرت في بداية كتاب “تكوين المفكر” مجموعة من التعريفات:من هو الداعية ومن هو المصلح ومن هو الفيلسوف والمفكر والمثقف وذكرت الفرو قات بينهم.. الداعية والمصلح وظيفتهم الأساسية هو أن يتقربوا إلى الناس لأن همهم هو هداية الناس.. أما المفكر فإن وظيفته هو إنتاج الأفكار والمفاهيم, فإذا خاطب المفكر الناس بلغتهم فإنه ينتقل إلى دور المبلغ أو الناصح أو الداعية ولا يقوم بدور المفكر.. أما المفكر فهدفه هو إنتاج الأفكار والمفاهيم والملاحظات التي من خلالها يُفسر التاريخ يُفهم الواقع ويُستشرف المستقبل.. وتدرك علل الأشياء والروابط التي تربط بين الأشياء ويوجه نقد للواقع وكيف يمكن تطويره.

حسن أبو مطير: يدور على ألسنة كثير من الناس أن هناك فجوة كبيرة بين المفكرين والواقع الذي يعيشونه، فهل هذا كلام صحيح على إطلاقه؟

د. عبد الكريم بكار: احتمال.. احتمال أن ينتج المفكر أفكاراً وينظر الناس إلى هذه الأفكار على أنها لا تعالج واقعهم.. وهذا أمر وارد ويظن الناس أن المفكر يعيش في برج عاجي.. ولكن من المهم أن ندرك أن المفكر يكتب لسوية عالية, فمن يدرك قيمة كلام المفكر هو مفكر مثله أو على نفس المستوى المعرفي أو قريب منه.. مثل أستاذ الجامعة، فإن العامي ينظر إلى كلام الأستاذ الجامعي على أنه فلسفة ولا معنى ولا فائدة منه, ولكن الطالب الجامعي يدرك ويعرف جيداً ما الذي يقوله أستاذه الجامعي ويفهمه ويتعامل ويتفاعل معه.

طبيعيي أن نجد من يقول أن هذا تنظير لا معنى له، وينبغي أن ندرك أن أمّة الإسلام ليست متخمة بالتنظير.. بالعكس أمّة الإسلام فقيرة.. إلى هذه اللحظة أمة الإسلام فقيرة بالمُنظرين الكبار, والدليل هو المشكلات الكبيرة التي تغوص فيها أمة الإسلام في كل يوم.. فلو كان هناك تنظير جيد لما كان هناك مشكلات… لأن التنظير الجيد يقود إلى العمل.. القادة التنفيذيون والوزراء والمدراء ومعدي الخطط الخمسية في الوطن العربي كل هؤلاء لو اهتدوا بكلام المفكرين وكان عندنا مفكرين على مستوى عالي لتحسن وضعنا كثير.

حسن أبو مطير: ما هي أدوات التأثير التي ينبغي أن تكون لدى المفكر حتى يكون خطابه أدعى للقبول لدى الناس؟

د. عبد الكريم بكار: القرآن الكريم يا أخي وهو الذي غير حياة الملايين من البشر هو.. كلام ولكنه أعظم الكلام.. ليس مطلوباً من المفكر أن يكون لديه أدوات تأثير ولا أدوات تنفيذية, ولكن المطلوب من المفكر هو أن ينتج أفكار.. إن استطاع أن يجد أداة لنشر أفكاره فهذا نور على نور. يعني أنا مثلا عندما أكتب الكتب وأخرج في اللقاءات الصحفية والبرامج التلفزيونية يكون هدفي هو التوعية ونشر ما لدي من أفكار, ولكن إذا لم تتح لي الفرصة في هذا.. فهل يعني هذا أنني لست مفكرا؟!! لا.. المفكر وظيفته الأساسية هو إنتاج الأفكار والمفاهيم ونقد الأفكار السائدة.. وهو عمل كبير بكل ما تعنيه الكلمة.. أحيانا جملة تغير حياة إنسان. تكشف عوار جماعة.. تكشف فضيحة واقع متأسٍ.. هكذا تصنع فكرة واحدة من شخص.

حسن أبو مطير: بارك الله فيك يا دكتور.. حقيقة أنك بهذا صوبت لي معلومة كنت لفترة طويلة أعتقد بصحتها وهي أننا متخمين بالتنظير وقد آن أوان العمل!

د. عبد الكريم بكار: نحن بحاجة للعمل, ولكن التنظير لا يمنع أي شخص من العمل يعني نحن لو كان في كل بلد عندنا خمسة يُنظرون والبلد فيها عشرين مليون وفيه مثلا نصف مليون شاب مهتدون.. من الذي يمنع النصف مليون شاب من العمل؟!!

فكل من يقول كافنا تنظير ونحن بحاجة للعمل.. تفضل اعمل.. واترك أهل التنظير في تنظيرهم ينورون العقول والقلوب.. وأنت اشتغل.. ليس هناك من يمنعك من العمل, ولكن أنت جالس وتقول نريد أن نعمل.. المفكر يعمل وينتج الأفكار وهذا عمله!

حسن أبو مطير: هل يعتبر انتقاد للمفكر قلة رجوعه للمصادر الأساسية الكتاب والسنة وأمهات الكتب ومخالطة الناس.. هل هذا يعتبر نقص لدى المفكر؟

د. عبد الكريم بكار: ليس المهم كثرة الرجوع للمصادر الأساسية.. المهم أن ينتج أفكار ومفاهيم هي في إطار النصوص الشرعية والمبادئ.. يعني أنا مثلا كتبت كتاب ممكن تمر على 100 صفحة ولا تجد آية واحدة ولا حديث.. ولكن بحمد الله لم يكن لدي ما يصادم روح الشريعة أو يصادم قواعد فقهية مقررة.. مع أني كتبت حوالي 15 ألف صفحة.. وبحمد الله ما وجدت اعتراض على فكرة جوهرية.. هذا الأساس.. وربما نجد من يرجع إلى الكتاب والسنة وأفكاره خاطئة.. المهم هو ما يقوله الفقيه وعالم العقيدة. هل هذا الكلام مصادم لنص أو مصادم لمبدأ!

حسن أبو مطير: كيف يمكن لنا أن نفهم دور الفكر أو المفكر المسلم في المجتمع ووظيفته الأساسية؟

د. عبد الكريم بكار: وظيفته الأساسية هي تطوير الواقع ونقله نحو الأفضل.. بمعنى الواقع الدعوي والسياسي والاقتصادي والتعليمي والاجتماعي.. إلخ،

كيف يتم هذا التطوير؟

من خلال نقد العادات والأخلاقيات والسلوكيات والنظم السائدة واقتراح نظم أفضل منها.. فنحن الآن كل تمحورنا نحو الواقع.. كيف ننهض بالأمة وواقع المسلمين وندخله عليه التحسينات في أصول المبادئ والأفكار السلامية.. ليس هناك شك في أن بعض المفكرين يجددون في الدين مثل ما أن هناك أناس يجددون في علم الطب والهندسة والتاريخ.. أيضا نجد من يجدد في المفاهيم الإسلامية.. لكن أنا أتصور أن المهمة الكبرى للفكر والمفكرين هي تطوير الواقع بكل أبعاده وتحسين نوعية الحياة للمسلمين على المستوى الروحي والخلقي والفكري والاقتصادي والاجتماعي…إلخ.

حسن أبو مطير: اليوم ونحن نعيش عصر الانفتاح وحرية التعبير وقدرة أي شخص على امتلاك قنوات فضائية.. هل ترى أن الأمة اليوم مصابة بمرض الزهد في الفكر أم أن المفكرين محجور عليهم ولا يمكن لهم الحديث إلا في نطاق ضيق نتيجة ما يعانونه في بلادهم من كبت لحرية التعبير؟

د. عبد الكريم بكار: اليوم لو أرد أي مفكر أن يفتتح فضائية لا أظن أن أحد سيمنعه.. ولكن الأهم من الفضائيات اليوم هو الانترنت هو منتشر في جميع أنحاء العام بنسبة أكبر من الفضائيات وهو متاح لكل الناس.. يمكن لأي شخص أن ينشئ موقع خاص به باسمه الصريح أو باسم مستعار وينشر أفكاره عليه بكل يسر.. من الذي يستطيع أن يمنع ذلك!!

حسن أبو مطير: هذا يعني أننا نعاني من مشكلة في التلقي عن المفكرين من جهة عامة الناس؟

د. عبد الكريم بكار: يوجد لدينا حقيقة أزمة في الفكر.. عدد المفكرين الممتازين محدود ونحتاج أفكار أكثر من أجل تطوير الواقع.. ولدى الناس ثقافة منخفضة.. لدينا عدد كبير من الأميين عدد كبير من الناس الذين لا يقرؤون.. عدد كبير من الفقراء المشغولين في توفير لقمة العيش ولا يهتمون بالثقافة.

حسن أبو مطير: هذه هي هموم الناس في الوطن العربي والإسلامي.. فأنت قلَّ ما تجد من يهتم بالقراءة في عالمنا العربي والإسلامي وتوجه الاهتمام نحو أشياء أخرى.

د. عبد الكريم بكار: طبعا يا أخي.. الإنسان له حاجات لما حاجته للبقاء فإنه سينفق عليها أكثر.. أنا عندما أكون جائع وبحاجة إلى أن أتعلم شيء.. فإني لن أستطيع التعلم وأنا جائع وأنا خائف.. هذه كلها أمور مهمة, والحاجات الأساسية إذا ما توفرت لن تجد من الناس اهتماما بأي أمور أخرى.

حسن أبو مطير: عفواً يا دكتور.. أنا ما قصدته من حديثي هو الكماليات أو التحسينات وليس الأشياء الأساسية لدى عامة الناس.

د. عبد الكريم بكار: نحن كشعوب متخلفة اهتمام الناس بالفكر والثقافة.. معظمهم اهتماماتهم متدنية لأن الخطط الخمسية وخطط التنمية الاقتصادية متعبة, وبالتالي فإن الناس يدرسون ولا يجدون عملا.. ابن المهنة يجد عمل والمثقف لا يجد.. فيصبح هناك شعور عام عند الناس أن العلم لا يُطعم خبزاً.. فيعرض الناس عن الكتاب وعن القراءة.

حسن أبو مطير: ما هو سبيل تعزيز توصيل الأفكار لعامة الناس.. هل يحتاج المفكر أن يجعل لغته أسهل مثلا؟

د. عبد الكريم بكار: المفكر من المفروض أن يُسوق أفكاره بأسلوب سهل.. لو نظرت لكتاب “هي هكذا” فيه أفكار معقدة ولكن تم كتابتها بأسلوب مبسط.. كتاب”إلى أبنائي و بناتي.. 50 شمعة ” فيه أفكار قيمة ولكن تم كتابتها بما يناسب فئة المراهقين.

المفكر إذا أراد لأفكاره الانتشار ينبغي عليه أن يبسطها ويخرج بها بقوالب وأساليب مختلفة وبلغة العصر الذي يعيشه الناس.

ونحن الآن نقوم على مشروع نشر كتبي على الانترنت.

حسن أبو مطير: نود منك فضيلة الدكتور أن توجه كلمة للشباب وخاصة شباب غزة.

د. عبد الكريم بكار: كلمتي لهم أن يصبروا وأن يحتسبوا وأن يعملوا بجدية.. وأن يعرفوا أن ما أنتم فيه وما نحن فيه قسم كبير منه مما صنعته أيدينا.. كما قال جل وعلى (قل هو من عند أنفسكم)… فنحن عندنا أخطاء على مستوى الفكر ومستوى السلوك والتعامل.. العدو يفعل أحياناً الشيء الذي يؤذي الناس أساساً هو ذنوبهم وأخطائهم وقصورهم وأنانيتهم هذه هي التي تؤذي الناس, لذلك فإن إصلاح النفس وإصلاح الواقع هو بإذن الله عز وجل الذي سيساهم في تحسين أوضاعنا.

حسن أبو مطير: حقيقة يا دكتور أنني سعيد جدا بالتواصل معك والتلقي منك مباشرة وأرجو أن تدعو لنا ولأهل فلسطين ونسأل الله أن يكرمنا برؤيتكم على أرض فلسطين.

د. عبد الكريم بكار: إن شاء الله ربنا يفتح عليكم فتحاً من عنده وأن يفرج عنكم. إنه ولي ذلك والقادر عليه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

http://feker.net/ar/2010/08/08/56564/

Saturday, July 17, 2010

محاولات شبه شعرية..!

لأول مره اتجرأ و اقوم بمحاولات شبه شعرية اقرب منها الى المكرونية ....
في اطار رباعيات خفيفة ... و ذلك باستحضار روح عمنا جاهين _رحمه الله
...
------------------------------------------------------------------------------

المحاولة الأولى
عصفور حزين


يوم كدا عديت لقيت تحت شجره عصفور حزين
...
قربت منه قات طار .. قربت اكتر اتاري جناحية مكسورين
...
بصيت بيأس و قلت: بكره راح يصير فيك ايه يا عاجز ؟
...
ابتسم و قال:يابن آدم ..هما اليومين و تشوفهم من تاني مرفرفين
...
عجبي

------------------------------------------------------------------------------------

المحاولة الثانية
ضهر يحميه

فكرت فللي ملوش ضهر يحميه
...
و فزماننا اللي حامية هو هو حراميه
...
ضعيف غلبان و قوي بيستقوى من ضعف الجبان
...
قانون لغابة و الظلم بقى هو الحق فيه
...
عجبي


----------------------------------------------------------------------------------

المحاولة الثالثة
قصة كل البشر

حكاية تحكي قصة كل البشر
...
قصة موت و حياة قصة خوف انتشر
...
و مايخاف ابن آدم الا من المجهول
...
و كيف يجهل نهاية مئات ملايين البشر
...
عجبي

Wednesday, June 9, 2010

الذين لا يتحدون الملل ..!

من حين لآخر تجد مجموعة قنوات فضائية جديدة .... متخصصة في الافلام و الدراما العربية تطلق حملات بدايتها ... فتنثر حملاتها الدعائية على شوارع و ميادين البلاد باحجام قادرة على خطف تلفتات عينيك الحائرة و انت محشورا في زحام الشوارع فاقدا ما تبقى من صبرك ..... و مقاوما بغير جدوى اعتداءات تلك الشكمانات على خلايا و انسجه رئتيك العفيفتين ....

فكل قناة تجدها و قد اتخذت لنفسها اسما تراعي فيه بعنايه سهولة نقشه في الاذهان ....... و تعلن عن تعدد البضاعة لديها فبين قنوات افلام و مسلسلات و افلام جديدة _سينما_ و افلام قديمة ..و... و......... و لن يصعب عليك اكتشاف حجم المجهودات المبذولة لكي ينالوا منك اهتماما فتصبح احد مشاهديها او على اقل الطموحات زائرا خفيفا من زائريها ..... فتنهال ببركة قدومك الاعلانات و تكثر بطلتك البهيه المسابقات و الزيرو تسعوميات و تصبح الاشيا بعدها معدن ..... و ان لم تصل للمعدن فلعلها تحقق الحد الأدنى من الجشع الصحي للمستثمر المعاصر ........

فيجتهدوا في محاولات لا تعرف اليأس ان يقنعوك باكذوبة الإختلاف .... و انهم فقط القادرون على ان يأتوا لك بالجديد .. و انهم الوحيدون على سطح هذا الطبق الفضائي المالكون حصريا لسر سعادتك و لسلسلة مفاتيح انشكاحك ... و انهم الاكثر تميزا مما سواهم ... و انهم الوحيدون الدارسون لاحتياجات المشاهد العربي و رغباته المكبوته المحرومه ... فتأتي لتلبيها له كاملا غير مقصوصه ... و يزاحموا عليك تلك الشعارات التي تتكلم عن الملل و تحديه او عن عجزك لتغميض عينيك من فرط "البحلأه" في شاشات تلك القنوات ....

هذه الفوضى الفضائية مستمره منذ فتره ... و سيدرك المراقب لظاهرة تلك القنوات ان الاختلاف بينهم قد يتحقق في كل شئ الا في الأفلام التي يتم عرضها .... فهي مجموعه محفوظة من الافلام تم انتاجها على مدار السنوات الماضية على امتدادها ..... و يتم عرضها بشكل متتالي في دائرة لا يتوقع لها نهاية ... فاذا رأيت فيلما اليوم على قناة فستتلقفه غدا قناة أخرى لتعيد عرضه من جديد ..... و اذا لم يكتب عليك القدر الرحيم ان تراه في اليومين السابقين فمن السهل ان تتنقل بين القنوات تنقلا عشوائيا لكي يظهر لك تتر بدايته من جديد على قناة مجهوله دون سحرا او شعوزه .... فستكتشف بسهوله حقيقة تلك الكذبه الكبيره للتميز و الإختلاف و انها ماهي الا شعارات جوفاء نحيا في امثالها ليل نهار على كل المستويات .....

لا اتعجب من تلك القنوات قدر تعجبي من مشاهدي تلك القنوات .. فاي عقلية رتيبة هذه التي تشاهد نفس الفيلم بنفس الاحداث بنفس الاشخاص بنفس كل شئ عشرات المرات دون ملل يمنعها من تكرار تلك المأساه ..... اعرف انه من الممكن ان يعيد شخصا ما رؤية نفس الفيلم مره او مرتين او ثلاثة ... خاصا اذا كان فيلما مميزا فيستحق مرات اكثر من المشاهده .... او به متعه لا تكفيها مرة واحدة لتحصيلها ... او يحتاج عين ناقده تعيد قراءة العمل من زوايا متجدده ..... لكن الذي لا اعرفه ان يصبح اعادة الفيلم بشكل ممل و متكرر هي المتعة في ذاتها ... هنا ادعي ان تلك المتعة الزائفة حتما و ستلصق بالمشاهد الكثير من الصفات الغير سوية من البلاهة و الريالة و بعض الافرازات الانفية السائلة مع التبول اللا ارادي .....

هذا على مستوى اعادة نفس الفيلم .... لكن تكثر علامات الاستفهام حينما نتحدث عن الأفلام العربية عموما ... فهي اما افلام مستوحاه او مأخوذه او مستلهمه او منسوخه او مسروقه من بعضها او من غيرها ... فعلى مدار ال100 سنه سينما ... لدينا في الواقع بضعة افلام محدوده .... ثم تم استنساخهم _بقدرة قادر_ بعد ذلك الي مئات الأفلام كما فقط و ليس كيفا .... و هناك جانب اخر من التكرار و هو ان ترى بطلا سينمائيا على سبيل المثال ينجح مره في فيلم به مغامره او مطارده ... فتجده يقرر ان تكون كل افلامه التالية امتداد لنفس تلك المغامره و المطارده بنفس الاكشن بنفس الجري من نفس العصابات و نفس المفرقعات و ضربات الرصاص .... و نفس الجروح و الدم ... و نفس دموع البطلة المنهمره على اسم النبي حارسه و صاينه ..... فهو في اخر الامر نفس كل شئ مع تغيرات طفيفة في الاحداث التي تسبب المطاردات ..... و هذا ينطبق على كل الافلام بانواعها .... و مفهوم التجديد عندهم في غاية المحدودية فتجدها في بعض الشكليات السطحية الساذجه ... لكن في حقيقتها اعادات و تكرارات محفوظه ......

دفعني هذا ان اتنبأ اكثرمن مرة بتراجع تلك الظاهره او على الأقل عدم توسعها من جديد على مستوى النجاحات المبهرة لافلام السينما او توسع تلك القنوات و تزايدها ..... فبكل تأكيد سيمل الناس من هذه الاعادات و كثرة التكرارات فحتما ستنفجر بداخلهم إحتياجات الإنسان الطبيعي من التجديد و التغيير ... و سيثورا يوما معترضين على هذا الاسلوب في التعامل مع ما يفترض انه جانب ترفيهي في حياتهم اليومية .... و يمتنعوا عن مشاهده تلك القنوات او دخول تلك الافلام .... حتى ياتي الجديد الذي يجذب اهتماماتهم ...

لكني يوما بعد يوم اكتشف سوء تقديري لمشاعر هذا المشاهد ... و يثبت لي مدى مبالغاتي و ان سقف طموحاتي كان اعلى بكثير من الواقع المرير ...... و ذلك حينما اري حملة دعائية جديدة تعلن عن افتتاح بضعة قنوات اخرى تدور في نفس الفلك ..... فهذا ليس له معنى سوى ان تلك القنوات تنهال عليها الاموال بشكل يدفعهم الى افتتاح مداخل اخرى لتستوفي كل ذلك المال المنهمر .... او اجد فيلما جديدا يبدو من كل تفصيلة في اعلاناته انه اعلان عن فيلم قديم بل قديم جدا .... و مع ذلك يحقق ارادات هائلة .... تلك هي رغبة الجمهور الحزين ............. فالمشاهد العربي رغباته اصبحت في الملل و يحيا بالملل و للملل و ادمن التكرار و تعود على الرتابة و يدعو للمزيد من الإعادات ... و سيظل هو في مقاعد المتفرجين ... زاهدا في اي جديد ... مكتفيا و راضيا بما عنده ... يضحك على نفس القفشات و يبكي من نفس المشاهد المؤثره ... و ينفعل مع مشاهد الأكشن ذاتها ....

كل هذه الدهشة قلت او من الممكن ان تكون زالت حينما اخذني خيالي الشارد في تأمل اعم لأحوال هؤلاء المشاهدين في العقود القليلة التي مضت ..... نظره في احوالهم الحياتية ..... حينما ادركت مدى الملل الذي اصبح جزء اصيل في يومياتهم السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و ..... حينما ادركت ان التكرار لم يكن في الافلام السينمائية فقط ... بل هو انعكاس للمشاهد الواقعية التي يحيوا فيها ليل نهار ... هذه الشعوب التي ملت من اكاذيب حكامها منذ عقود و هم يتكلمون عن نفس الغد الافضل لابناء وطننا ... عن نفس التقدم المزعوم ... عن نفس النمو الاقتصادي الذي نسعى اليه في خطا حثيثة ... عن دخول بلادنا في مرحلة جديدة تلو مرحلة قديمة من الاصلاح .. عن تلك الديموقراطية اللعينة التي طال انتظارها في بلادنا و امثالها من بلاد العالم المتخلف ... عشرات السنين يتكرر و يتكرر نفس الكلام من نفس الاشخاص بنفس الاسلوب و الناس في نفس حالة الملل ذاتها .. او منهم من يعيش على وهم ان يصدقوا القول و لو لمره واحده قبل ان يلقى مصيره المحتوم ....

هذه الشعوب قد سلبت ارادتها منذ زمن طويل فاستسلموا لمن فرض نفسه عليهم و كبت على انفاسهم . و تنازلوا عن كل حقوقهم في استسلام و تسليم و سلامه و سلام ... يفعل بهم ما لا يريدون و يجبروا على ما هم له كارهون ... و هم صامتون حامدون شاكرون ..... شعوب تشاهد افلاما سخيفة مكرره فواحد لحرية الانتخابات و حق المواطن في التصويت ... و صوتك امانه ... و اذ بها مشاهد معاده من فيلم قديم به عري و اسفاف .. و واحد اسمه عصر الحرية و حق المواطن في التعبير و تجد ان مصيرك احدى زرايب امن الدوله يتداولون عليك بعصيان المقشات .... اخرى اسمها الضرائب و مصلحتك اولا ... اسم جديد لفيلم ايضا قديم قدم الفراعنه و حروب الهكسوس .. فما هي الا جباية و اتاوه جديده ... اخرى اسمها "مصر اولا" السعودية اولا" "قطر اولا" الجزائر اولا" ...كله اولا ..... و في الحقيقة دي خيبه كبيره يصعب صياغتها في الفاظ لائقة بالآداب العامة ........اخرى التي يسموها السلام مع اسرائيل .... فيمنوا علينا اذا بتسميتنا "اصدقاء اسرائيل المعتدلين" !!.......... اخرى اسمها "المفاوضات" ... و ما هي الا احدي تناقضات هذا الزمان .. فما معنى جلسه يجلس فيها القوي مع الضعيف ليفرض عليه طلباته دون اخذ او رد .... ثم يخرجوا فيقولوا ... محاولات جديده لكي نحيا معا في سلام ..!!

شعوب اصابها الصمت و قلة الحيلة و انحصروا شيئا فشيئا داخل انفسهم و اصبحوا لايهمهم الا تلك المحاولات المستميتة لإيجاد القوت .. في سيناريو يومي مكرر ...... تلك الشعوب التي اعتادت الملل ..... كل يوم شبه الأخر ... كل عام شبه الذي يليه .... تامل تلك المشاهد المعادة من انتفاضة في فلسطين او حرب في جنوب لبنان او حصار على غزة ... او حرب في العراق .. افغانستان ...السودان ... او دك بالدبابات لكل ما هو مقاوم و قذف بالطائرات و قتلى و جرحى بالالاف .. و يخرج حكامنا ليعيدوا نفس المشاهد المكرره المملة ذاتها من نفس الافلام ذاتها يتغير كل الممثلون احيانا و لكن لا يتغير السيناريو و لا يتغير الاخراج ... يخرجوا في شجب و ادانه و اعتراض مقروء من اوراق مكتوبه بخط الذل و الهوان ... يخرجوا بنفس الاجتماع العاجل لجامعه الدول العربية ... نفس البيان الختامي ذاته .... نفس كل شىء ....... كل شئ كل شئ ..... حتى اصبحنا ارخص شعوب الارض دما و لحما ايضا بالنسبة لغيرنا و بالنسبه لانفسنا .......

حتى شعوبنا بردود افعالها العفوية المكبوته دخلت في دائرة التكرار ايضا ... نفس المظاهرات .. نفس حرق العلم الامريكي و الصهيوني .... نفس الحركة الهائلة على الانترنت ... نفس شعارات "حسبي الله و نعم الوكيل" نفس ادعية "اللهم انصر الاسلام و اعز المسلمين" .. نفس "فداك ابي و امي يا رسول الله"... نفس حملات الايميلات ... نفس الحماس نفس تلك الشعلة المحترقة من الاحساس الوقتي بالقضية .... ثم نفس الهبوط ذاته ... نفس النسيان و التناسي و الانشغال ... شعوب ماشية بزمبلك ..!! .. كلها مشاهد مكرره واقعية فلما نلوم على تلك السينمائية .... شعوب ادمنت الملل و اعلنت الا تتحداه ....

كل ذلك جال بخاطري حينما حدث ما حدث لاسطول الحرية من ذلك الهطل الصهيوني .... و توقعت كالعادة كل ردود الافعال المكرره .... و لكن هناك صوتا جديدا لم نعتد على نغمته منذ عشرات السنين .. صوت مختلف عن تلك الحناجر المشروخه التي سأمناها .... صوت به تنديد و شجب و لكن ليس هذا كذاك ... اعتراض بصوت به قوة به حسابات دبلوماسية ذكية و ليست هوجاء ... يلحظ فيه خروج عن النص المكتوب مسبقا و تكرر تمثيله في كل المحافل المشابهه من هؤلاء المتحكمين فينا ..... هذه المره صوت يلمس اوتار القلوب و يصحي باعماقنا بواقي من العزة التي حسبناها قد ماتت فينا ..... صوت امل في غد تجتمع فيها الرغبه و القدرة ... و ليس شعارات جوفاء هذه المره قامت تركيا بتحدي الملل الذي كدنا ان نفقد الامل في تغييره .... و قامت بعمل سيناريو جديد في المنطقة ... ادوار جديدة في قراءة جديدة لما يحدث في امتنا منذ عقود ... لا نقول ان تركيا هي المخلص و كل هذا الكلام ... لان لا مخلص حقيقة لازماتنا الا فينا كلنا معا نحن مجتمعين و مصر في المقدمة بطبيعة التاريخ ...

و لكن هنا نتكلم عن صوت شق الصمت .. عن شيئا على الاقل يبث فينا روح الامل و اذا تكلمنا على المستقبل القريب فسيكون منا صنفان ... صنف سيتمرد على الماضي الاليم و يلعن الملل و اللي جابوه و يامل في غد جديد يغير فيه ما كان و يشارك في هذه المشاهد الجديدة و ربما شارك في ادوار لها ثقل ...... و صنف اخر سيشاهد نفس الاحداث بنفس الطريقة ثم ينفعل ثم يهدأ ثم ينام ثم يصحوا ثم ينفعل ثم يهدأ ....... و سيختار ان يبقى الى الابد من الذين لا يتحدون الملل ...!

Thursday, May 6, 2010

خواطر من حياة العمل 3

لا اخفيكم سعادتي البالغة و انشكاحي الغير معهود بعدما قرأت ذاك الايميل الاداري شديد اللهجه ...

و تكمن سعادتي في امرين اولهما انه اول ما قرأت عيني في الصباح خاصا اذا كان من شخص مهم .. و ثانيهما ان الانسان الطبيعي يسعده ان يعمل في نظام واضح المعالم ....


فمواعيد الحضور بالفعل شىء ظاهر السوء منذ فتره ليست بالقصيره ...

فبعض الباشمهندسين ياتي في كامل اناقته قرابه منتصف اليوم و يرسم ابتسامه بلهاء تؤثر في قسمات وجهه الذي لم يكتمل غسله بشكل كافي ... و يدخل مرددا مقولة صباح الخير بنبره متحشرجه تلفت الانتباه بشده .. فتثير الشكوك حول اخلاقه... و تدل على قصر المده التي فارق من حينها السرير..


و مما لا شك فيه انه اذا وجد نظاما صارما للحد من ذلك التسيب اللعين .. فذاك هو عين الحكمة و لا يجدال في هذا الا ابله ..




و لكن لفت نظري انا و بعض امثالي من سيئي الظن و النية "ملاحظة غريبة" ....


فالايميل تكلم بشكل جاد و حاد عن موعد الحضور و ذاك امرا هاما لحفظ حقوق الشركة ... و حصلت دهشتنا حينما انتهينا من الايميل و لم نجد ذكرا و لو على سبيل الاستعاره المكنيه لموعد الانصراف.! ... الذي يعد امرا هاما لحفظ حقوق من يعتبرون موظفين في هذه الشركة ..!


و لكن اصحاب النفوس الطيبة و العقول المستنيره لاموا على نيتنا السوداء و على افكارنا الهوجاء ...


فجلسنا نضع الاحتمالات المنطقية لاغفال هذا الجزء الذي نعده للاسف امرا هاما و جزءا لا يتجزء من علاقة الشركة بموظفيها...!



فخلصنا "بالإحتمالات الثلاثة"


اولهم : انه سقط سهوا ... و ذاك شيئا وارد الحدوث بشده .. فالاعباء كثيره _الله يكون في العون_ و اتبعوها بحكم مصرية خالصة بنبره متقطعه قليلة الحيلة ... من امثال "جل من لا يسهو يا سيدي .. ماهو كلنا في الاخر بشر .. و كمان و النبي شكلهم ناس طيبين و نيتهم حلوه .. و ممكن يكونوا عملنهالنا مفاجأه اصل انا عارف حبهم الشديد للمفاجأت .... و قصدهم بكده انك زي ما جيت في معادك ... تمشي بردو في معادك ....ليه لأه ؟! ... و نبقى زي الشركات الطبيعية في كل حته في الدنيا... و اطلقوا علينا بعض اللوم و اتهمونا بالافتراء الزائد و التلاكيك " ثم اتبعوها بابتسامة و اعين يغلب عليها الحول..!


لم نتمالك تبادل النظرات السوداء بيني و بين اقراني من سيئي الظن .... مع قليل من الجز على اسنانا التي اصفرت من كثرة شاي و قهوة الشركة الفاخريين ..!




لم نطيل كثيرا حتى انتقلنا الى الاحتمال الثاني و قد بادر به اكثر اقراني تشاؤما و ثورجه .. و قالها بنبره عاليه و قد احمر وجهه انفعالا : "اقطع دراعي اما كان ورا الموضوع إننه ... ياجدعان مقالوش معاد الانصراف ... !!! .. انتو عارفين ده معناه ايه ؟؟

-فانتبهنا اليه مبحلقين النظر- فصرخها في وجهنا دفعه واحده بغير رحمة...: ده معناه اننا مش هنرواااااااااااح ............ و قالها و بكى ... و اكمل كلامه في صوت هائج مع البكاء مكملا نظرية المؤامرة .. و قال اني استشعر انها الخطوة الاولى في سلسلة من المؤامرات .... فشويه شويه نبدأ نسمع عن الجيست هاوس و قد كثرت عدد وحداته و قد امتلأ بزائريه من المهندسين الغلابه .. ممن لم يسعفهم الوقت او الصحة للذهاب للبيت ثم العودة مرة اخرى في المعاد الصباحي الصارم.... و يتحول نظام الشركة تدريجيا و بشكل مدروس من يومي الى اسبوعي ...... صدقوني يا عالااااااااااااااااااام"

لم نتمالك دهشتنا من ذاك الكبت الذي يحمله صديقنا بداخله و كل تلك الخطط و المؤامرات التي تدور في خياله البوليسي ....


و لكن تطوع احد زملائنا ممن لهم ميول في تفسير الاحلام .... ان الايميل لا يحمل اي من تلك الافكار الخبيثه ... و الدليل على ذلك .. ان الايميل المذكور اكد اكثر من مره على موعد الحضور .. و ذاك يعني انك علشان تيجي .......لازم تروح .... و صمت قليلا .... مراقبا فيها اعيننا الحائره المستديره و قد وجه سبابته مشيرا الى عقله يريد ان يلفت الانتباه الى ذكائه... "

قابل هذا الرأي استجابه من اغلبنا و اعتبرناه مصبرا و مسكننا لنكمل احتمالنا الثالث رغم ورود احتمال اننا نيجي من الجيست هاوس .. عادي يعني..!




جاء الاحتمال الثالث مذكرا ايانا بالنصائح الخالده التي تركها لنا الاجداد على مر التاريخ من بناة الاهرام و حافري قناة السويس ...... و ان نمضي على آثارهم فنقتدي ....

.فمن حكمة الكتاكيت و الحداية ....مرورا بقانون الضعيف و حكم القوي ... الى حكاية ريما و عادتها ... و اذا لم يروق لك الكلام فلا تضل طريق البحر الذي يلجأ اليه البعض لكي يرتوي شربا .... او الحائط الاتخن الذي يوجع الرأس خبطا ... و ذكرونا بالله و حكمته ...


ثم تعالت صوت احدنا قاطعا حالة البؤس المخيم على الحديث: ... وحدووووووووووووووه .... لااااااااااااااا اله الا الله ......... جرى ايه ياجدعان ... مكانش ايميل اللي هيعكر مزاجنا و يقلب دماغنا ع الصبح .... بكره ربكم يحلها .. و على العموم هي شكلها خلاص هانت ....!

قوموا بس و صلوا ع النبي ..... و كله هيبقى اليسطه و اخر حلاوه.....

يا عبدووووووووو... 14 شاي هنا للاسطوات .... !!

Tuesday, April 13, 2010

ثقافة الطبلة 2

كبقية ابناء جيلي ابتليت بمتابعة تلك التكنولوجية الانترنتية باغلب روتينها اليومي المعتاد .. ابتداء من متابعة الإيميلات مرورا بالفيسبوكيات و انتهاء بالجوجل و التنقل بين صفحات هذا العالم الافتراضي الواسع ....

و لكن ظل يشغل ذهني منذ زمن بعيد نوعيه بعض الإيميلات التي ترسل لي بطريقة دائمة..شبه يومية .. بنفس الصيغة ... بنفس الكلمات .. بنفس الحروف ... بل احيانا من نفس الافراد اكثر من مره .. مع اختلاف طفيف احيانا فى حجم الفونتات او الوانها ... لدرجه اثارت شكوك المكائد ضدي .. فاي ذنب فعله بريدي الالكتروني حتى يفرض عليه غصبا استقبال كل هذا الكم من تلك الايميلات ...

فايميلات من نوعية تلك الابره اللعينه التي ستجدها في كرسي الجلوس حينما يزن عليك شيطانك لتذهب الى قاعة السينما صاله كانت او بلكون لتفاجأ بوخذه عند الجلوس ... فتنتفض لتجد نفسك قد دخلت عالم مرضى الايدز ...و ذلك بورقه مدون عليها تلك المعلومة القيمة حرص على تركها لك من تفضل بعمل هذا المقلب في سعادتك ...

تكرر سؤال بديهي حينما تلقيت تلك الرسالة اول مره_منذ سنوات_... ماذا سيتحتم علي فعله بعد تلك المعلومات الفذه ... هل اترجم الموقف ترجمة حرفية ساذجه فامتنع عن دخول السينما مثلا ... فاجبت نفسي بان من يدفعه غله الاسود لنشر ذلك المرض لا اظن انه سيقتصر حماسه على السينما كمكان لنشر المرض بل سيتعمد تعديه لاماكن اكثر جلوسا ليكثر الوخذ ... اذا فبهذا المنطق وجب على الحذر من كل مكان اجلس فيه ... فاتحسس المكان الذي ساجلس عليه في هوس و تصبح عندي فوبيا من المقاعد .. و اظل بقية عمري واقفا حتى القى الله واقفا .. او يزداد الهوس عندي الى حد افقد فيه ما تبقى عندي من عقل و اسير في شوارع المحروسه اطلق فيها الاستحمام ثلاثا و قد فقدت صوابي تتطاير السوائل من فتحات وجههي و اردد بعته و بلاهه.... "اوعى الابره تغزك..."هل هذا يرتضيه عقل او يتقبله اي منطق ...؟!

ايميلات اخرى شبيهه لا تأتيك الى من الاعزاء فقط او ممن هم حريصون على ايميلات الغير عملا بمبدأ حب لإيميل غيرك ما تحبه لإيميلك .. فيرسلون لك تنبيها يقولون انه من خدمة الهوت ميل .. محذرينك من عزم الشركة الكبرى على انهاء الخدمة المجانية و استبدالها بخدمة مدفوعة الاجر .... اذا فما هي الحيله يا ترى؟ .. الحيله ان ترسل تلك الرسالة القيمة الى 25 فردا او ماشابه ذلك باختلاف الروايات و يتم تحديد تاريخا معينا كموعد اخير لهذا العرض .. و بذلك تكون قد تحايلت بمكر و دهاء على تلك الشركة الساذجه فتستمر مجانية الخدمة ... لن اخوض في تحليل هذا الموقف ... فتلك الرسالة تأتيني منذ سنوات و الغريب ان في كل مره ييتغير التاريخ و يسبقها عنوان كبير يصرخ لاصدقة بان هذه المره جد و ليست اكذوبه كسابقتها و يقسموا بمناخير ابو الهول انها ليست كذلك .... و كلها محاولات لالهاب مشاعرالمصرين .... و لكنها لم تفلح معي كل تلك الحيل .... و لكن العجيب الغريب ان امثال تلك الايميلات مازالت ترسل لي حتى هذه اللحظه ... ربما لولع الاغلبية بالمنخار ...

اخيرا لا يفوتنا تلك الايميلات التي اطلق عليها بعض البسطاء انها دينية التصنيف .. من امثال منام الشيخ احمد المشهور الذي زاع سيطه الى بلاد العالم اجمع ... حتى انه قد صور لي خيالي المادي ان انتحل شخصيته فيصدقني الناس و يفتحها علي ربنا من وسع ... لكن خوفي من تلاقي الافكار الابليسية عند غيري جعلني اتورع عن فعل تلك الفعلة ... و امثالها من الايميلات المبتكره مثل الاتيان ببعض الاذكار الطيبه و يتبعها بوجوب ارسالها لعدد من الافراد و الا ....

فاكتشفت احد اصدقائي الذكور حريص على ارسالها لي فتعجبت من ارساله رسالة تبدو دينية رغم عدم توافق ذلك مع ما اعلمه عن ميوله و اتجاهاته ... فاذ بي اكتشف في اخر الايميل ان التهديد ليس بالهين فهو يحذره اذا تهاون في الارسال فقد يكون عرضه لضمور في عضلات البايسيبس او البنش او كليهما اذا زاد الاصرار ... و زاد علمي بشدة وطأتها على صديقي لمعرفتي المسبقه بقرب فصل الصيف و استقبال نفحات مارينا المباركه .... او اجدها تاتي من احد بنات حواء ... فاذ بي اقرأ في اخر الايميل تهديدا معاذ الله بالعنوسه ... فاكتفي بذلك مبررا لارسالها الايميل ...

كل ما سبق و امثاله الكثير له ابعاد كثيره ليس في المجتمع الافتراضي الانترنتي فحسب بل هو انعكاس حقيقي لثقافة اصبحت سائدة بقوة بيننا كشباب ... و هي ثقافة الطبلة ... فالطبلة يصدر منها ما يدق عليها ... و ذلك لأنها فارغة .. لا يوجد ما يعوقها ... كذلك عقولنا كلما زاد ترديد ما نسمع بدون وعي او اعادة تعقل او تعمق في فهم اصبحنا كالطبلة .. و ذلك من الممكن ان نلحظة في كلامنا في اي موضوع ثقافي .. رياضي ... ديني ... طبي ... سياسي .. اجتماعي ... الخ ..نفس الكلام يردد على السنة الجميع في رتابه تدعو للملل و كأن الجميع اصبح مثقفا و يفهم في كل شىء و لكنها للأسف معلومات تيك اواي من عقول اخرى لا نعرف مصدريتها ... و هنا تكمن الخطورة ..

لن يكون لمجتمعاتنا نهضة حقيقية الا اذا اختفت تلك الثقافة من الوجود ... و اصبح شبابنا واع قارئ يعي ما يقول و يقول ما يعي ... يفقه و يقتنع و ينقد ... رأيه من رأسه هو ... يناقش و يتناقش ...