Monday, May 14, 2007

تأملات راكب مترو



انا بصراحة لست من محبي ركوب المترو ...
و حتى الأن لم يقدر الله عليَ ان يصبح المترو فرضا عليَ فى حياتي اليومية_و الحمد لله_ .

اظن انه من البديهي اني اتكلم عن المترو الذى يجوب انفاق قاهرتنا العزيزة ..

و لكني برغم عدم حبي هذا فانا احب التأمل والتفكر فى هذا الكم الكبير من البشر الذين يتوافدون و يتزاحمون على ابواب هذا المترو على طول ساعات عمله اليومية ..و على مر محطاته المتعاقبة المتتالية ...

اتأمل فاجد كل فرد و قد شغل بهم ... و ما لبث ان اصبح المترو فى ظلمات الانفاق الا و اختلا كل فرد بهمه و انحصر داخل انفاق نفسه .. و تجاذبته الافكار يمنة و يسارا .. و تجده متأملا فى الاشىء و منهم من يتذكر و منهم من يتفكر و منهم من يحسب و منهم من يتأمل كحالى .. و منهم من يجدنى حالة خصبة للتأمل ..

اناس كثيرين .. و مختلفين ..فمنهم من هو فقير معدم و ربه اعلم من اين اتى بثمن هذه التذكره التى اتت به الى هنا ...و منهم من هو ميسر الحال .. و منهم من هو مستيقظ و نشيط و منهم من وجد هذا المكان ملجأ لنوم عميق ..و منهم من هو راكب يريد ان يصل مكان ما ككل من مضى و منهم من تجول بين المحطات فوجد هذا الزحام مكان جيدا للتكسب ... فيردد كلمات قد اتم التكرار حفظها فاصبح يتمتم بها كلما دخل عربة من العربات ليروج لسلعةلا تحمل معنى غير سعرها الملفت للنظر الذى قد تميزت به السلع الصينية الاكثر شهرة فى الاسواق فى هذا المجال .. ..

و اكثر ما لفت نظرى فى المرة الاخيرة التى ركبت فيها المترو ... و كنت قد انقطعت فترة ليست بالقصيرة عن المترو .. ذلك الاستغلال الاعلانى الزائد للمترو .. فما عاد المترو كما كنت اعرفه . بل اصبح مكسو باعلانات لشركات كبيرة على طول عرباته المتعددة ..
و ايضا اعلانات التلفاز فى المحطات ... ...
و اعلانات ى تملأ بها الجدران .
و اعلانات داخل العربات .

تأملت كم تدفع شركة كموبينيل مثلا نظير هذا الاعلان المتواضع ....!!!!!؟؟؟

دفعنى هذا لمحاولة حساب كم التذاكر المباعة يوميا على شباك المترو ...!؟

و حاولت جاهدا لأجد سببا يرقى لأن يكون عقلى لزيادة سعر تذكرة المترو سواء فى الماضى او فى المستقبل .. مع كل أسف لم يستطع عقلي المتواضع إيجاد سبب ..
بل وجدت اسباب بديهية جدا ا لتقليل سعر تذكرة المترو و ليس العكس..

فالعدد اكثر من المليون يوميا ان لم يخوننى التقدير .ان لم يكن اكثر و اكثر ....
و الاعلانات تملأ كل جزء من المترو
و من المفروض انها تابعة للحكومة اى انها ولا بد ان تحظى _بسبب هذه التبعية_ بجزء من الدعم لهذا المواطن المطحون الذى تزداد همومة و لا يعرف الى اين السبيل .. و لكنى وجدت بذلك ان الحكومة تدعم من المترو .. هذه الوسيلة التى اصبحت جزءا هاما من يوميات كثير من المصريين..

و مما زاد عجبى هو اعتصام بعض العمال فى المترو فى محطة لا أتذكر اسمها منذ فترة قصيرة جدا لعدم اخذ كامل مستحقاتهم منذ فترة و ادى ذلك الى التعامل معهم بعنف و اعتقل بعضهم و هدد الأخر لأنهم بذلك يعطلوا مصالح الشعب ..!!!!!


اخيرا فهذا جزء من كل ..
نسأل الله الصلاح ..





5 comments:

نقطة مية said...

احيانا تأملاتك للغير و للمكان المحيط بيك بتساعد على تقدير الشخص لنفسه او شعور بالرضا..بحس كدة مش عارفة ليه

اعجبتني تأملاتك
تحياتي

واحد من الناس said...

التأمل
من اجمل العادات و احبها لنفسي
رغم ما تحمله من شجن و هم

تليفزيون ملون said...

نقطة ميه .
لك تحياتى .


واحد من الناس
عندك حق ..رغم ما تحماه من شجن و هم .

Radwa said...

انا بقالى 4 سنين بركب المترو اثناء ذهابى وعودتى من جامعتى (جامعه حلوان) وأصابنى الملل من عدم الاهتمام بة ومن زحام الناس ومن عدم النظام يارب انا أخر سنه فى الجامعه وأخر سنه هركبه وأستريح منه

تليفزيون ملون said...

radwa

انا قدر ما انت فيه جدا ...لان لى اصحاب كثيرين يحيون كل يوم في هذا السيناريو ..

اعانكي الله ..

تحياتي