اتهم كثيرا بتفائلي الزائد من قبل زملائي بالعمل
فكعادتي اذهب الى عملي مبكرا و الابتسامة مرسومة رسما واضحا على وجهي المشرق ... الشوارع هادئة و الجو به لمحة بروده صباحية رقيقه .... اتمايل فى خطوات اشبه برقصه ايقاعيه على موسيقى صباحيه غنائه ... انظر الى الطيور و هي تتسابق معا في سماء صافية من فوقي كاطفال صغيره تلعب بتلقائيتها البريئه في حديقة ليست بها اسوار .... ارى اشجارا تتمايل اغصانها مع نسائم صباحيه لا يشوبها بعد غبار ...
ادخل نشيطا ممسكا بشنطتي الصغيرة مستشعرا دفىء مدخل شركتنا الجديد و اثبت حضوري بتلك التكنولوجيا الممغنطة و القي تحية الصباح على من اعرف و من لا اعرف فتلك عادتي السعيدة التي استهل بها يومي الجديد و الذي دائما ما يحمل لي الكثير من المفاجأت المتتجددة الجميله ... التي انتظرها يوما بعد يوم ...
اجلس على مكتبي الحبيب و انشر التحيات الصباحية ايضا على كل من اتى من زملائي و كل من لم يات بعد فى تبادل حقيقي بيننا من ود و محبه و ابتسامات حقيقية غير مصطنعه ثم افتح جهازي الحاسوبي الذي اشتاق اليه من يوم الى اخر فتربطنا معا صداقة خاصه تمتد لساعات يوميا ... فاقرأ الايميلات الرسمية و السياسية والترفيهية و اتغاضى عن السخيفة منها ... ثم انظر الى شعاع الشمس و هو يداعب دورنا العزيز من نوافذه المطله على الشارع الخارجي ... فاقف عنده و ارتشف بعض الرشفات من كوب الشاي الخاص بي و انا استنشق هواءا عليلا فى نفس عميق و اتركه ببرودته يداعبني قليلا ثم اخرجه بهدوء مغمضا عيناي و قد خرج معه كل ما علق بذهني من الهموم ... فذاك يوم جديد ...
غالبا ما احيا فى سعادة داخلية فريده يحسدني عليها غيري ... بل و استشعر احيانا كاني اسمع عزف موسيقى فى اذني يعلو صوته من حين لاخر فيتحول معه كل ماسواها من اصوات حولي الى مجرد همهمات ... و احيانا الى لا شىء ....
تلك هي لحظات بداية يوم عملي الهندسي الذي رايته ذات مره في منام ... و كان شبشب والدتي المبجل هو الموقذ الحقيقي لي من تلك اللحظات السعيده التي عشتها في حلم احسبه لن يتكرر .... و بعد ترديد العديد من القسم لكي تصدق والدتي اكذوبه استيقاظي فترحمني بذالك من اثار ذاك التعذيب الصباحي ... فكل ذلك ليس بكافيا لتركي ... حتي تسمع شهقتي العميقة المصاحبة لنظري على ساعة الحائط معبرا بذالك عن تاخري اليومي المبالغ فيه ... و اقوم مفزوعا محددا وجهتي الى الحمام و ياكل راسي بعض التفكير في اعذار مبتكره اود ان اواجه بها غضب التيم ليدر بتاعي و ربما الـ بي ام ايضا فذاك هو الابتكار الوحيد الذي استمتع به على مدار يومي ... فادع هذه الافكار تخرج وحدها بتلقائية في بيت الراحة ... ثم اتسربع في جنون لانجاز ما يمكن انجازه حتى اوفر من وقت زحام الشوارع المعهود و احاول ايضا ان استجمع افكاري و استرجع بعض السباب الذي تعلمته منذ صغري حتى يكون درعا لي ضد غباء الاغبياء و اشباه السائقين الذي ينتشرون في شوارع المحروسه في ذلك الوقت بكثره خصوصا الميكروباصات منهم ... ثم اخيرا رحله العناء فى البحث عن ركنة ترضي غروري و التي يفارقني فيها الامل دائما و يدعني وحيدا اسير فى نفس الشوارع هائما على وجهي في قنوط لا اعلم له نهايه... يكون بذلك قد ابتدأت يومي الخانق ... و لكن هذه المره هي البداية الحقيقية التي اود ان تكون هي الاخرى كابوسا فاستيقظ منه الى غير رجعه ...
No comments:
Post a Comment